روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | العزة.. في حياة رسول الله

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > العزة.. في حياة رسول الله


  العزة.. في حياة رسول الله
     عدد مرات المشاهدة: 8178        عدد مرات الإرسال: 0

معنى العزة:العزة المقصودة ليست بمعنى التكبر على الناس والاستعلاء عليهم، ولنظر إليهم على أنهم لا يستحقون الاهتمام فضلًا عن الاحترام، وإنما المقصود بها شعور المسلم أنه صاحب حقٍّ، وأنّ دينه هو الدين الحقُّ الذي لابد أن يسود وينتشر.

وأنه ـ أي المسلم ـ صاحب كرامة لابد أن تحفظ، وألا يتعدى عليها، ومن هذه الحقوق أن يبلغ دين الله وأن يستمع الناس له، وأن يسعى لنيل حقوق هذه دون تهاون أو مهادنة، وألا يتنازل عن شئ من دينه أو دعوته تحت ضغط أو إكراه..

ما جاء في مدح العزة:

لقد وصف الله عز وجل نفسه بالعزة، فقال: "والله عزيز ذو انتقام"، وذلك أعلى تقدير لهذا الخلق، وأخبرنا سبحانه نفسه أنه صاحب العزة وحده.

فقال: " أيبتغون عندهم العزة؟ أفإن العزة لله جميعًا، وهكذا يصبح سبيل العزة الوحيد لمن يريدها أن يلتمسها من الله عز وجل وحده، وأن يصبح ممّن أفاض الله عليهم بنعمة العزة، وخصّهم بها من دون البشر "ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين"

ولقد مدح الله عز وجل عباده الذين يحبهم ويحبونه بأنهم أعزة على الكافرين، فقال:

"فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلّةٍ على المؤمنين أعزّةٍ على الكافرين...."

قيمة العزة في المجتمع:

المجتمع لابد أن ينشأ على العزة، فالإسلام لا يحب المذلة والمهانة، وأمّا وصف القرآن للصالحين بأنهم "...... أذلة على المؤمنين....." فمعناه التواضع ولين الجانب.

فعزة النفس هي التي تعود الإنسان على المطالبة بحقوقه، وعدم التفريط فيها، عزة النفس هي التي تهون على المجتمع التضحية من أجل الدفاع عن دينه وأرضه، وتهوّن على أفراده تقديم أنفسهم فداءً للدين..

العزة هي التي تجعل نفس المؤمن تأبى وجود المنكر فضلًا عن رؤيته دون إنكار عليه، ومحاولة تغييره..

العزة هي التي تجعل المسلم يرفض الخضوع لحكم ظالم يريد أن يستبد ويفرض رأيه، ويسيِّر المجتمع كالقطيع من خلفه..

العزة هي التي تجعل الإنسان لا يخاف من أحدٍ ما دام لم يخطئ، وإن أخطأ فالعزة هي التي تدفعه للاعتراف بالخطأ مع الاستعداد لمواجهة نتائجه دون خوف ووجل..

مواقف من حياة الرسول صلى لله عليه وسلم:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عزيزًا في حياته قبل الإسلام وبعده، فقد كانت عزة نفسه تأبى عليه أن يسجد لحجر لا يضر ولا ينفع، كما كانت تمنعه من يأتي ما اعتاده قومه من الفواحش كالكذب والغش والخيانة والزنا وشرب الخمر..

وبعد الإسلام كانت كل مواقفه صلى الله عليه وسلم تنطق بالعزة المنزهة عن الكبر والفخر والخيلاء، فقد أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ الله عز وجل بعثه من خير قرون بني آدم، فعن أبي هريرة

(5)

وأنه المصطفى من ولد آدم كلهم فعن

(20)

وأنه سيد ولد آدم كلهم فعن

(21)

ورغم كل ذلك لم يتكبر ولم يصعِّر خدَّه لا لأتباعه ولا لأعدائه..

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحمل الأذى من المشركين، ولكنه كان يوقفهم عند حدودهم، ولا يسمح لهم بتجاوزها، فهو وإن كان مأمورًا بالصبر عليهم والإعراض عنهم، فإن ـ أيضًا ـ عزيز لا يرضى الله له المهانة لذا نقل ابن عباس:

(8)

فالرسول صلى الله عليه وسلم يعلم العقاب الذي ينتظر من يؤذيه..

وعندما تجرأوا عليه صلى الله عليه وسلم دعا عليهم عند الكعبة، فوجموا وخافوا دعوته، وكان دعاؤه صلى الله عليه وسلم من نصيبهم، فقتلوا جميعًا يوم بدر..

(7)

بل إنه صلى الله عليه وسلم هدوهم ذات مرة عند الكعبة لمّا غمزوه بالكلام وكرروا، فعن عروة

(1)

وكان صلى الله عليه وسلم لا يهاب شيئًا، ولا أحدًا إلا الله سبحانه ـ حتى الجن ـ فقد قال ابن إسحاق في حديثه

(3)

ورغم عداوة أبي جهل الشديدة له، ومحاولاته المتكررة لإيذائه صلى الله عليه وسلم فإنه ذهب إليه يطالبه بحق أحد التجار الذين غشهم، وأكل ما لهم، فعن محمد بن إسحاق

(10)

وبعد الهجرة دارت المعارك العظيمة بين المسلمين والكافرين: بدر وأحد، والخندق، وعندما هزم الله الأحزاب، وشتت شملهم ومزقهم وقف النبي صلى الله عليه وسلم يعلن في عزة المؤمن..

(13)

وقد كانت عزة الرسول صلى الله عليه وسلم تأبى أن يتشاجر المسلمون فيما بينهم، فكان يقف لينهي عن هذا الشر الذي يكاد يعصف بوحدة المسلمين وأخوتهم، فعن جابر

(16)

ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصًا على إعزاز المسلم، وإعطائه قيمته التي خلقه الله بها، فعن عبد الله:

(15)

وعن ابن عمر قال:

(14)

يا الله.. المؤمن أعظم حرمة عند الله من الكعبة، هذه هي عزة لمؤمن الذي خلقه الله بيديه، فاستحق هذه المكانة..

مواقف من الصحابة:

سار الصحابة على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم مستمسكين بعزتهم التي منحهم الله إياها، ومنذ البداية أعطى عمر بن الخطاب نموذجًا لذلك عند إسلامه،فعن ابن عمر قال:

(11)

وعبد الله بن سلام الحبر اليهودي في المدينة، عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من علاماته المذكورة في التوراة، فذهب إليه وآمن به ولكنه يخشى تقول اليهود عليه، فماذا يفعل؟ يجيبنا أنس رضي الله عنه..

(6)

وعزة هلال بن أمية رضي الله عنه أمنته منا يخوف به الناس من الجلد بحد القذف لما اتهم امرأته بشريك بن سحماء، لأنه يعلم أنه على حق، والله يعلم ذلك، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

(17)

وهذه قصة برزت فيها عزة الصحابة رضوان الله عليهم واضحة جلية، فعن أبي هريرة..

(12)

هذا عاصم بن ثابت يأبىـ لعزته ـ أن يدخل في ذمة كافر أو أن يمسه كافر، فيوفِّي الله عز وجل لعبده ما نواه، ويحميه من المشركين أن يمسوه، وخبيب رضي الله عنه لا يطرف له جفن، خوف الموت والقتل، بل يشغله أن يصلي لله سبحانه وتعالى ليلاقيه وهو عنه راض..

تطبيقات عملية لخلق العزة في حياتنا اليوم:

مجتمعات اليوم في أمس الحاجة إلى خلق العزة، فهو ضمان لنشأة طيبة لنشء، وحماية للمجتمع من الاحتلال الخارجي، أو الاستبداد الداخلي، ومن تطبيقات العزة في حياتنا اليوم:

1ـ تربية النشء على عزة النفس، بحيث يبتعد عن الخوف بدون سبب، لذلك لم يشرع الرسول صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم ـ الضرب للأطفال قبل سن العاشرة ـ ولو كان بسبب الصلاة التي هي أهم عبادة فقد قال صلى الله عليه وسلم: "علموا أولادكم الصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر...."..

2ـ معاملة الزوج لزوجته بما يحفظ كرامتها وعزتها، والصبر على أخطائها، والتدرج في العقاب بالوعظ فالهجر في المضجع فالضرب بشروط منها ألا يكون مبرحًا وأن يتجنب الوجه والمقاتل، وإن كانت من بيت لا تضرب نساؤه فلا يضربها..

3ـ إجراء الانتخابات الطلابية في المدارس بجميع مراحلها، وفي الجامعات بحرية كاملة ليتعود الطلاب أن رأيهم له قيمة كبيرة، وأنهم يستطيعون اختيار من يمثلهم ويقودهم بأنفسهم دون تدخل أو فرض لإرادة خارجية عليهم، وذلك بدلًا مما يحدث من إهمال لتلك الانتخابات في المدارس وتزويرها في الجامعات..

4ـ إجراء الانتخابات النيابية والنقابية والرئاسية بحرية دون تدخل أو تزوير، فذلك هو الامتداد الطبيعي للانتخابات الطلابية..

5ـ تعامل حكام المسلمين مع أعداء الإسلام بعزة تحفظ على المسلمين قراراتهم، وحريتهم، ومقدراتهم. هذا من أعظم ما تحتاجه الأمة في عصر الهوان والمذلة..

نحتاج لحكام أعزة يعملون على الحصول على الأسلحة النووية، ويعملون على تحقيق لاكتفاء الذاتي من الغذاء الأساسي..

إن مواقف رؤساء إيران من أمريكا والقنبلة النووية ـ رغم اختلافنا معهم في نقاط عقيدية مهمة ـ ليعطينا نموذجًا معاصرًا للعزة..

نصائح نبوية للتحلي بالعزة:

1ـ عدم تشريع النبي صلى الله عليه وسلم لضرب الأولاد قبل سن العاشرة "علموا أولادكم الصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر...."

2ـ أمر النبي صلى الله عليه وسلم بحسن معاملة الزوجة.. فعن حكيم بن معاوية القشيري..

(19)

ونهى عن ضرب الزوجة بقسوة فعن عبد الله بن زمعة قال:

(18)

3ـ كما دعا النبي صلى الله عليه وسلم المسلم إلى عدم التعرض لما لا يطيق من البلاء، فعن حذيفة قال:

(22)

4ـ نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن السير مع الناس كيفما ساروا فعن حذيفة:

الكاتب: سحر الشيمي

المصدر: موقع اليوم السابع